ملاوي تعلن الحداد الوطني لأسبوعين بعد كارثة الإعصار فريدي

ملاوي تعلن الحداد الوطني لأسبوعين بعد كارثة الإعصار فريدي

أعلن رئيس ملاوي لازاروس شاوكويرا، الأربعاء، الحداد الوطني لأسبوعين تكريما لأرواح أكثر من 200 شخص لقوا حتفهم في الإعصار فريدي الذي اجتاح هذا البلد في وقت سابق هذا الأسبوع.

وقال شاوكويرا في خطاب إلى الأمة "بالنظر إلى حجم الخسائر في الأرواح التي سببتها هذه الكارثة، أصدرت التوجيهات أن نلتزم جميعًا كأمة 14 يوما من الحداد وأن تنكس الأعلام في الأيام السبعة الأولى من تلك الفترة"، وفق وكالة فرانس برس.

وارتفعت حصيلة الإعصار فريدي، الأربعاء، إلى 225 قتيلا على الأقل في حين يواصل عناصر الإنقاذ الجهود للعثور على ناجين في جنوب البلاد مركز الكارثة.

وأكد رئيس ملاوي الإفراج عن 1,6 مليار كواتشا (1,5 مليون دولار) لمساعدة عشرات آلاف المواطنين المتضررين من الإعصار.

ورأى أن "هذه الأموال لن تكون كافية" موضحا أن “حجم الدمار الذي نتعامل معه أكبر من الموارد الموجودة لدينا”.

وقال الرئيس إن ملاوي -إحدى أفقر دول العالم- تسعى للحصول على دعم إضافي من المجتمع الدولي.

وأضاف في خطاب متلفز: "هذا الإعصار هو الآن الثالث الذي يجتاح بلادنا في 13 شهرا فقط.. وهو شاهد على حقائق تغير المناخ".

وشدد رئيس البلاد على أن "الضرر الذي سببته هذه الضربة الأخيرة هو أسوأ ما تشهده بلادنا منذ عقود".

وفيما تتواصل جهود الإنقاذ، تتضاءل الآمال في العثور على ناجين.

وقال شاوكويرا "إن بقاء أمتنا وحياتنا واستدامة تنميتنا تعتمد على الإجراءات التي نتخذها كأمة في الأشهر المقبلة".

الإعصار الأطول في التاريخ

تشكّل الإعصار قبالة شواطئ أستراليا مطلع فبراير وهو يضرب منطقة المحيط الهندي منذ 37 يوما، وطول الظاهرة الاستثنائي يخولها أن تصنف الإعصار الأطول في التاريخ بحسب خبراء الأرصاد الجوية، وكان الإعصار المداري جون دام 31 يوما في عام 1994.

اجتاز الإعصار فريدي أكثر من 8 آلاف كيلومتر من شرق المحيط الهندي إلى غربه، وبلغ مرة أولى اليابسة في مدغشقر في 21 فبراير قبل أن يضرب موزمبيق.

ويتعرض جنوب غرب المحيط الهندي لعواصف مدارية وأعاصير مرات عدة في السنة خلال موسم الأعاصير الذي يمتد من نوفمبر إلى إبريل.

التغيرات المناخية

شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة، مثل الفيضانات وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات.

وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية.

وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات التي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.

تحذير أممي

وفي السياق، حذَّر الأمين العام للأمم المتحدة، ​أنطونيو غوتيريش​، من أن "نصف البشرية يقع في منطقة الخطر، من جراء ​الفيضانات​ والجفاف الشديد والعواصف وحرائق الغابات​"، مؤكداً أنه "لا يوجد بلد محصن".

ويؤكد التقرير الأخير الصادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ الضرورة الملحة لمعالجة الآثار المكثفة لتغير المناخ وضمان التكيف والمرونة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.

ووفقا لبيانات مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث، فإن عدد الكوارث قد تضاعف تقريبًا منذ عام 2000، بينما تضاعفت الخسائر الاقتصادية الناتجة بمعدل ثلاثة أضعاف، ويرجع ذلك أساسًا إلى تغير المناخ، وإذا لم يتم اتخاذ أي إجراء لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، فقد تكون هناك زيادة بنسبة 40% في عدد الكوارث بحلول عام 2030.


 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية